كل ما يهمك معرفته عن السلس البولي:
السلس البولي أحد عوارض إرتخاء عضلات قاع الحوض لدى السيدات
عضلات قاع الحوض تمثل حاجز سميك أسفل البطن و تتحد العضلات بخط المنتصف
و لكنه اتحاد غير كامل يسمح من خلاله بمرور:
المستقيم (آخر جزء بالجهاز الهضمي قبل الشرج) و المهبل (آخر جزء
بالجهاز التناسلي) و الاحليل (آخر جزء بالجهاز البولي). قوة و ثبات هذه
العضلات هي العامل الأهم في التحكم بإخراج الريح و الخروج و البول و
كذلك حيوية و ثبوت المهبل.
مع تقدم العمر أو مع تكرارالولادة قد تتأذى العضلات بقاع الحوض فتضعف و
تتوسع و ترتخي مما يؤدي إلى مجموعة من العوارض مثل ارتخاء و توسع
المهبل، و هبوط جدار المهبل أو حتى الرحم نفسه أو عدم التحكم جيدا
بالخروج خاصة الريح أو السلس البولي حسب الجزء الأكثر تأثرا بالأذى من
العضلات.
السلس البولي هو عدم القدرة على التحكم بصورة أكيدة في خروج البول تحت
كافة الظروف
مما يؤدي إلى خروج البول
لاإراديا.
و هو مشكلة شائعة بين النساء، حيث أن أكثر من نصف نساء
المجتمع على الأقل يعانين من أحد أشكال هذا المرض المزعج. وأقول مزعج
لأنه يسيطر على سلوك المريضة.. وقد يضطرها إلى تغيير بعض عاداتها، أو
التنازل عن إحدى هواياتها المفضلة، أو الامتناع عن لبس بعض الملابس
لمحاولة إخفاء هذا المرض، أي تحويله إلى "مرض خفي". فالسيدة المصابة في
الأغلب تتحرج من الحديث عنه.. فلا تتكلم عمَّا أصابها ولا تشكو أمرها
لغيرها على غرار ما تسهب فيه من الوصف عن الحمل أو الرضاعة أو
الإنفلونزا أو ضغط الدم و ينتهي الأمر بأنها حتى لا تلتمس العلاج و
الأسوء أن بعض السيدات يعتقدن أنه من الطبيعي أن يعانين من السلس
البولي مع تقدم العمر و يكتفين بالحرص على الوضوء قبل كل صلاة بدون أمل
في علاج أو شفاء
مما يؤدي إلى تفاقم حالة ضعف عضلات الحوض و مشاكل اخرى
أنواع السلس البولي:
للسلس البولي أنواع عديدة،
و لكن الانواع الشائعة لدى النساء هي الانواع المرتبطة بارتخاء عضلات
الحوض و هي:
- السلس البولي الجهدي:
وهو تقاطر البول أثناء السعال أو العطاس أو الضحك
أو حمل الأشياء الثقيلة، وهو شائع عند النساء المتقدمات بالعمر أو
كثيرات الولادة،
والسبب يرجع في الغالب إلى الوهن الذي يصيب عضلات الحوض وعنق المثانة
- السلس
الإلحاحي أو الزحيري:
وهو خروج البول اللاإرادي المترافق مع حاجة ملحة للتبول
المتكرر مما يبقي المريضة دوماً قريبة من المرحاض.
- السلس البولي المختلط:
وهو الذي يجمع كلا النوعين و هو أكثر شيوعا منهما منفردين.
- سلس البول
العجائبي:
وسمي كذلك لأنه يحدث بسبب عدم قدرة المريضة على التبول!!. فالمريضة لا
تستطيع التبول بشكل طبيعي وكامل أو لا تشعر بامتلاء المثانة، مما يؤدي
إلى بقاء كمية كبيرة من البول في
المثانة، هذه الكمية تزداد تدريجياً إلى أن تصبح كبيرة جداً، مما يضطر
المثانة إلى
تفريغ بعض القطرات بشكل لا إرادي.
أسباب عدم التحكم الكامل بالبول:
الأسباب الرئيسية مرتبطة بطريقة عمل المثانة
والاحليل وهذا ما يعرف (بديناميكية) أو حركية الجهاز البولي..فالمثانة
وعنق المثانة
والاحليل، هي أعضاء عضلية تعمل بتناغم تام، تتقلص المثانة فترتخي
المعصرة، وتتقلص
المعصرة فترتخي المثانة، وهكذا.. فتكون المحصلة هي حبس البول عند
الحاجة، وطرح
البول
عند الحاجة دون كثيرٍ من الجهد.
بالتالي يكون السلس البولي بسبب
ارتخاء بعضلات قاع الحوض
أدى إلى هبوط عنق المثانة و توسعها مما
يعني
ضعف صمام عنق المثانة، وهو عضلة عنق المثانة التي عليها أن تحبس البول،
ولا تخرجه إلا بالإرادة، وسبب ضعف هذه العضلة هو ضعف عضلات أرضية
قاع الحوض التي تحملها أو تسندها، فكأنها تهبط عن مستواها مضعفة
صمام عنق المثانة.
أما ضعف عضلات أرضية قاع الحوض فهو مرتبط غالبا بالولادة و يؤدي
أيضا إلى ارتخاء و توسع المهبل و يجب الإشارة هنا إلى أن عمليات
التجميل الخارجية التي تلجأ لها بعض السيدات لعلاج توسع المهبل بعد
الولادة ، غالبا لا تعنى بتقوية و إصلاح عضلات الحوض الداخلية، لذا
فهذه العمليات تؤدي إلى ضيق خارجي يسبب الم مع الجماع كما يؤدي إلى
تراكم الإفرازات المهبلية الطبيعية و عدم تمكنها من الخروج فتتكرر
الالتهابات المهبلية و العلاج ثم ما تلبث أن تعود. لذا فالصواب عندما
تشكو السيدة من ترهل جدار المهبل (التوسع المهبلي) هو إجرآء عملية
إصلاح لترهلات و ضعف عضلات أرضية قاع الحوض (أو ما تطلق عليه
بعض السيدات التجميل الداخلي) و من ثم رفع جدار المهبل سواء الأمامي
(مع المثانة) أو الخلفي مع تقوية عضلات أرضية الحوض القابضة و الساندة
للمهبل ثم إزالة الأجزاء الزائدة من جدار المهبل و تضييقه من الداخل و
الخارج و ليس خارجيا فقط مما يحسن بشكل عام حياة المرأة و يجنبها مشاكل
صحية كثيرة أو اضطرابا في العلاقة الزوجية.
العلاج:
كلما كان التماس العلاج مبكرا كلما كان التدخل بسيطا، و لكن الكثير من
السيدات يتجاهلن العلامات الأولى للسلس البولي أو ارتخاء عضلات الحوض
على هيئة توسع و ارتخاء المهبل و لا يلتمسن العلاج إلا بعد أن يترهل
المهبل تماما أو يهبط الرحم نفسه عن مستواه.
في البداية قد يكون العلاج عبارة عن بعض التمارين الفيزيائية
والجسمية التي تنشط العضلات خاصة عضلات قاع الحوض المسؤولة عادةً عن
استمساك البول،
وقد يكون العلاج عبارة عن دواء معين تتناوله المريضة مع حمية خاصة
معينة، أوقد يكون
العلاج في بعض الحالات عمليات اليوم الواحد.
والمقصود بـ عمليات اليوم الواحد أنها
عمليات صغيرة بسيطة تجرى بتخدير بسيط أو موضعي بدقائق قليلة وبنسبة
نجاح عالية ولا
يجرى فيها شقوق جراحية كبيرة و تستخدم بها خيوط حديثة يتم تمريرها عبر
ثقوب محددة سلفا حسب حالة عنق المثانة و لا تضطر المريضة للبقاء في
المشفى بعد العملية اكثر من ساعات
محدودة.
وتبقى الجراحات الاصلاحية الكبرى للحالات
المعقدة أو المزمنة والتي يكون فيها الخلل بعضلات قاع الحوض كبير أو
يكون فيها
أمراض مرافقة
كوجود الحصيات الكبيرة في المثانة.
إذن فارتخاء جدار المهبل و التوسع بعد الولادة و عدم التحكم بخروج
البول أو خروج الريح أوالاسهال كلها عوارض لمرض واحد و هو ارتخاء عضلات
قاع الحوض و هي مشكلة لها علاج متاح و شفاء بإذن الله قريب و لكن يتبقي
عليك أخذ الخطورة الأولى و استشارة الطبيب المتخصص.
|